أمنا النخلة.. وأبونا العراق
اسبوع في مدينة ساحلية .. بعيد عن العاصمة التي اقيم فيها
بعيد عن التلفزيون .. الكمبيوتر .. والنت
انقطعت عن الاخبار.. وانقطعت عني
لكن خبر تفجير مآذن المرقد كانت اثقل من أن لا يهبط على راسي كالصاعقة
وفي طريق عودتي .. تقاطعت عيني مع مزارع النخيل
تلك الهامات السامقة الباسقة التي تطاول عنان السماء
ولأن الشيء بالشيء يذكر .. تذكرت العراق، وفرت دموعي وبدأت التقط الصور
كيف لمن كانت أمه النخلة .. وأبوه العراق .. أن لا يبرهما !!
كيف لمن كانت أمه النخلة ..أن لا تعطيه من طبيعتها.. تقذف بالحجر فتعطي أطيب الثمر..
لا تضيع وقتها بالتفرع يمنة ويسرة.. ولكنها تضرب بجذورها في الأعماق وتطاول برأسها أعلى الهامات.. فترتفع للعلا.. كلها فائدة ونفع .. صبورة حمولة .. طيبة رؤوم
كيف لمن كان أبوه العراق ان لا يأخذ عنه ويتعلم منه
الحكمة والعظمة .. الكرم وطيب الأصل والمنبت
يخلق النور ويوزعه على العالم.. وتعشش في جنباته كل الحمائم التي فقدت مواطنها.. ولا يقبل بالغربان والوطاويط ضيوفا
كيف لمن كان له أب كهذا .. وأم كهذه
أن يتعصب .. وينقسم .. ويستجيب لدعاء طائفية بغيضة غريبة على ابويه الكريمين
كيف لمن أكل من كف العراق.. أن لا يعرف قدر الخبز والملح.. العشرة والجيرة.. حرمات الأحياء والأموات
وكيف لمن أكل من كف العراق _سواء في ذاك ابناءه أوالمستجرين به منا نحن العرب الذين ضاقت علينا الأرض بما رحبت_ كيف له أن يعض كف بهذه الطيبة والحنان
كيف لمن كانت أمه النخلة.. أن يسفح دمها.. ويبيح حرمتها.. وينكر نسبها ويقطع رحمها
أفمن كان له أب كهذا.. وأم كهذه..
أيكون قليل الأصل.. سيء الطبع.. كريه العقل والفكر؟
أم أن الأمر سحابة غبار.. قد طالت حقا... ولكنها إلى انقشاع..
لكل من كان ابوه العراق وامه النخلة..
من العراقيين.. ومنا نحن ضيوف العراق الذين وجدنا لنا فيه مأمنا بعد خوف
هلا من بعض البر بالوالدين ؟
هل من طريقة للكف عن الخصام؟ والاستماع للئام؟
والتأثر بكل ما يجذب الخراب ويستحق الذمام؟
لابونا العراق.. ولأمنا النخلة..
ولمدينة السلام..
وأرض الحمام..
كل التحية والسلام..
.
© May 17 2007 ___ Yara
.