لواحد.... مش لاتنين
هذا مثال بسيط للإعلانات التي تستطيع أن تكون مدمرة.. ثقافة يتم تكرسيها بسهولة مطلقة.. سم يسري على شاشاتنا جميعا طوال الوقت دون أن ننتبه للتحولات الرهيبة التي تسببها في المجتمع.. وتلك القيم الغريبة التي تدسها في بيوتنا وعقول أطفالنا على وجه الخصوص.
تويكس .. قطعتين من البسكويت في مغلف واحد .. فلماذا تكون لواحد مش لاتنين .. أي قيم من الأنانية وحب الذات يتم زرعها بمنتهى البساطة في رؤوس الاطفال؟ نحن ببساطة نعلم أطفالنا أن "خذ كل شيء لنفسك حتى لو كان ممكن اقتسامه مع الآخرين".. ثم نتسآئل من أين ينبثق كل هؤلاء الأنانيون والأوغاد والمسئولين؟
بينما جلاكسي جواهر التي معها تحلو المشاركة.. تتشاركها مجموعة من النسوة يتقابلن على السطح بعد منتصف الليل.. ولا أدري ما سر هذا الوقت تحديدا ولا هذا المكان؟ ولكنها أحسن قليلا من الاعلان السابق لنفس المنتج "خلي اللي تحبيها ليكي" يعني "عندما يأتيك الضيوف للمنزل اختار ما تحب وأعطهم البقية.. منظور رائع للضيافة والكرم .. والأهم "اختر ما تريد أنت وللباقين دع الفتات أو ما تعف عن اخذه".. أمر رائع لتعلمه.. اليس كذلك؟
إعلان آخر يصيبني بالغثيان.. ذاك عن نوع من السيارات الكبيرة لا أذكر ما هو تحديدا.. ولكنه يتحدث عن طفل يتعرض للتنمر والمضايقات من زملائه في المدرسة.. حتى يمر والده لأخذه في سيارته الكبيرة.. فيقبل عليه الأطفال ويحبون رفقته.. مفاده "لايهم من أنت ولا يهم ما تكون عليه طبيعتك وأخلاقك.. فلاشيء سيحميك إلا ما تملك من مال وكماليات!!!!!..
إنها ما يصنع صورتك وقيمتك في المجتمع" قيمة رائعة للغرس في نفوس الأطفال؟ ثم نتسآئل ما الذي يجعل الحياة قد تحولت لهذا القدر من الصعوبة والركض طوال الوقت خلف الكماليات دون أدنى قدرة أو رغبة في الاهتمام بمن تدوسهم في ركضك ذاك.. إن كانت سيارتك تصنع قيمتك في مجتمعك.. فأي اهتمام يوليه الناس لهؤلاء البسطاء السائرين على قدميهم؟؟!!
ناهيك عن إعلانات فير اند لافلي.. أو ابدئي يومك مع الترافير.. مفادها "أنت قطعة لا قيمة لها حتى تبيض بشرتك" فلو كانت المنتجات تجعل النساء جميلات وصغيرات وبيضاوات البشرة كلهن بهذه البساطة.. أتعجب أنه لازال هناك تفرقة عنصرية في العالم، وفليخبرهم أحد ما إن كانت سعاد حسني سمراء البشرة!! وكذلك هيفاء وهبي، وهن يُـعتبرن إحدى أعلى قيمتين للجمال في الوطن العربي.. ثم أن قيمة النساء لا يصنعها لون بشرتهن فقط.. فكم من المذيعات جميلات حقا ولكنك تصاب بالحساسية من الاستماع لهن لمدة 10 دقايق.. ولا يغني عنهم بياض البشرة ولا سمارها!!
والإعلان الأسوأ هو عن زوج يمنع زوجته من تكملة تعليمها في الجامعة حتى تنشر أمامه شعرها الذي غسلته ببرت بلاس.. أتسآئل لم يتشاجر الأزواج دائماً ما دام هناك برت بلاس إذا؟.. وما قيمة الحوار بين الزوجين.. وما قيمة احترام كلٍّ منهما للآخر؟ وما يتمناه وتطلعاته الشخصية؟؟
يكفي فقط برت بلاس ليحل المشكلة.. ولكن إن كان صاحب المشكلة رجل؟ فما عساه يصنع؟..
يظهر أن الأمر بسيط!!!!.. يجلب مزيل رائحة العرق "اكس" وتنتهي المشكلة!!..
الحياة سهلة ولا أعلم لماذا يعقدها هؤلاء الناس!!.
ثم إعلان السكالاكاتطتكا .. اوووووووووو سلطة!! أتمنى فقط أن أعرف من العبقري الذي خرج بهذه الفكرة؟.. وهذا القدر من السخافة واستخفاف الدم!
إعلان هيجو.. ذاك الذي يجعل من يستخدمونه يقودون سياراتهم وأرجلهم لأعلى.. لأنها قوانينهم الخاصة.. ألا تبدو تلك أعلى درجات الاسفاف والسخافة والسقوط؟
والكثير الكثير.. وهذه مجرد عينة من تلك الإعلانات التي تتسرب لحياتنا يومياً وعلى مدار الساعة والدقيقة.. غارسة في فكر الناس قيماً وتفاصيلاً في منتهى الخطورة والسوء.. سموم علينا الحذر منها..
ولجميع القرآء تحياتي
© 05_04_2007, Yarah