لكل شيء ضوابط وأحكام؛؛؛ الغاية منها في النهاية هو تحقيق التوازن؛ وجعل الحياة تمضي باتزان؛ فكل امرءٍ يأخذ حقه لقاء العمل الذي يقدمه للمجتمع
ولأن تنوع القدرات والمهام والحِـرف تسد احتياجاتنا بشكل كامل لوجود هذا التنوع والاختلاف؛؛؛ فإنه علينا أن لا نميز بين حرفةٍ وأخرى؛ نظراً لحاجتنا إلى الجميع
وعدم التمييز هذا؛ لا يعني بالضرورة تحقيق المساواة الكاملة بين الناس من حيث الأجور,,, وإنما على الأقل تقارب هذه الأجور بما يضمن ويكفل حياة رغيدة للجميع؛ لطالما الجميع على تنوع مهامهم وقدراتهم لا يمكن الاستغناء عنهم؛ كونهم يكملون ويتممون احتياجتنا لوسائل العيش
وكل هذا يكون بالاحتكام إلى العقل والمنطق؛؛؛ ووجوب وجود هذه الضوابط والأحكام هي من مسؤولية من يمثلون أطر الدولة المختلفة؛؛ ومن هم موضوعين تحت أساس ثقة الشعب بهم
لكن!!؛
لكن؛؛ هذه الضوابط والأحكام غير موجودة عندنا على الإطلاق؛؛؛ لربما لم يسعى أحد إلى اختراعها أو إيجادها قيد الوجود؛؛؛ على الرغم من أنها موجودة في الدول الغربية؛ فالجميع هناك يعيشُ حياةً كريمة؛؛ الطبيب؛ المهندس؛ المدرس؛ العامل.... الخ؛؛ وهذا عدا عن وجود التكافل والضمانات وللجميع؛؛؛
وأسوةً باستيرادنا للاختراعات وللمكننة وللمنتجات الغربية الغذائية أو العلفية!؟؛ فإني لا أرى استيراداً للضوابط وللأحكام التي تجعل المواطن العربي يعيش تلك الحياة الكريمة
وللولوجِ في لُـبَّ الموضوع أقول
أن الدولة ورواتبها مدروسة ومحدودة ومسقوفة ومـُـليسة ومدهونة؛؛ فيما يتعلق فقط ما بين طرفي التعامل وهما: المواطن الموظف البسيط والحكومة الجبارة العتيدة
أما فيما يتعلق بالمبالغ المتداولة فيما بين الطرفين: المواطن والمواطن فحدث ولا حرج؛؛
وكمثال على ذلك؛؛ كشفية الطـــ (بيب).... عشر دقائق بالكثير يأخذ الطبيب من المواطن 700 ليرة سورية ثم يقول له (بيب) انصرف
وهذا بالتأكيد ليس إجحافاً بحق الطبيب أنه تعب ودرس واجتهد وسهر في المشافي الليالي الكثيرة حتى أصبحت له هذه الخبرة؛؛؛ ولكن هل ننصف بذلك حق المثقفون البقية!!؟؛؛ كنحو خريجي كلية الرياضيات مثلاً؛؛ أو العلوم الاقتصادية؛؛ أو المهندسين؛؛ الخ.....؛
وكمثال وليس على سبيل الحصر؛ المهندسين؛؛ أن علومهم التي تلقوها لا يـُستهان بها؛ والجهود التي يبذلوها ليكونوا برتبة موضع الخدمة وتحمل المسؤولية لا يـُـــستهان بها إطلاقاً....؛
فكيف يكون الأجر اليومي للمهندس المـُخضرم والمـُعتق سنين طويلة في الخدمة؛ لا يتجاوز الـ 300 ليرة سورية عن أجر يومي كامل؛؛؛ بينما 10 دقائق ولربما أقل؛؛ تكون كافية ليتقاضى الطبيب لقائها سبعمائة ليرة سورية!!! أي أنه بمعدل وسطي فإن يومية الطبيب هي 7000 ل.س......... ولن أتحدث عن بقية الحالات للأطباء التي يصعبُ تخيلها كأرقام؛
كيف تتم هذه الموازنة؟؟ والمطابقة؛ بالرغم من أن كلا الطبيب والمهندس؛ أو كلا الطبيب وحامل شهادة الرياضيات قد أُنهكـا وهما يحصلان العلوم والأبحاث!!!؛
ولذكر بقية الأمثلة؛؛ فانطلاقاَ من فنيي الصيانة الإلكترونية؛؛؛ وبائعي الجملة والمفرق؛؛؛ انتهاءً بأصحابِ محالِ بيع المواد الغذائية الجاهزة وغير الجاهزة؛؛؛ كل أولئك تتعدى يومياتهم أضعاف أضعاف ما يجنيه الموظف على اختلاف مهنته سواء أكان مهندس أم مدرس أم عامل... الخ,,,,,, على الرغم من أن الكثير من أولئك لا يحملون شهادات ولا يعرفون تركيب جملة عربية صحيحة
.......
أقول في النهاية
لربما؛؛ مقاضاة الأجر بين المواطن والدولة لها حدود وضوابط! بما يجعله دائماً ذو عاهة مستديمة
ومقاضاة الأجر بين المواطن والمواطن تسير على مبدأ فخار يكسر بعضه!!؛
.
شرح مفردات...
عاهة مستديمة: تعني العوز والحاجة الدائمة وانتهاء مرتبه في العشر الأيام الأولى من الشهر,,, واكماله حياته لبقية الشهر إما:
- بعمل إضافي لا يعود منه للبيت حتى الحادية عشر ليلاً؛ وعدم مقدرته حتى على الجلوس مع فلذات أكباده؛ وتغطيته للحاجة الروحية له ولأولاده,,,, وعدم تطويرذاته بأي شأن كان.
- أو بإكمال شهره عن طريق الرشوة والفساد.
** وبكلا الحالتين يكون صاحبنا ذو عاهة مستديمة **
© 2006, Eng. Assem
Return To Political Gate