ماذا بعد أيها العراقيون
قبل كل شيء أريد أن أوضح أن خطابي "بأيها العراقيون" هو موجه حصراً للذين تورطوا في عمليات إرهاب؛؛ طمعاً بالمال.. أو بالثروة أو بالمناصب.... أو حتى بالجنة العدن "جماعة المطعم"......... وهم يعلمون ضمناً أن طريقهم هذا مظلم وموحش وهالك لا محال؛ أما بقية العراقيين فهم دون شك خطابي غير موجه إليهم؛؛ وهم لأجلهم اكتب هذه الكلمات فهم أصلاء؛ وهم وقضيتهم وجميعهم من أعشق وأحب؛ بل وأتمنى أن أقاسمهم في كل شيء وأحمل عنهم ما استطع... وأشاركهم في كل شيء.. |
ماذا بعد أيها العراقيون
ألن تتذكروا كيف كانت دولتكم؟؟
ألن تتذكروا من كانت العراق؟
العراق التي يُـحسب لها ألف حساب على خلاف بقية الدولة العربية؟
ما المجد الذي تسعون إليه؟... أهل بإنجرافكم وراء أعمالكم التي تورطتم بها ستصنعون مجداً لأنفسكم؛ أم أن مجد العراق هو من يصنعكم؟... وأقصد بمجد العراق هو العراق السابق الذي أتحدث؛ والذي أذكركم به.
لا يمكن لصرح مجدٍ عظيم أن يهدم إلا بواحدة... وهي سقوطه بيد قطاع طرق ومأجورين.... وكنتم منهم؛ هناك من بدأ؛ ثم انجرفتم معهم... فإلى ماذا توصلتم؟
سأقول؛؛ لقد تحول العراق من عراق مجدٍ تليد إلى عراق ثأر وانتقام وعصابات تجوب أصقاع البلاد وفرق موت؛ وقتل وتدمير؛ وهتكٍ بالأعراض؛ وتشريد أبرياء؛ وترميل ماجدات؛ وتيتيم أطفال.... فأي مجدٍ تأملون به؟... وماذا جنيتم؟
وهل بفعلكم هذا تحققون لأنفسكم الأمان؟.... أم أنكم معرضون لا محال للقتل كانتقام؛ كونكم في أرض المعارك القذرة.... لكن؛ ولو تفكرتم قليلاً... فسوف تدركون دون أن ألمح لكم؛ أن أسيادكم من ورطوكم... هم فقط آمنون؛ هم يولجون بكم في ساحات المعارك القذرة وحياتكم في كل لحظة معرضة للهلاك الأبدي في الدنيا والآخرة.... وهم في مأمنٍ يختبئون؛ وفي أسوأ الأحوال يفرون خارج البلاد ويتركوكم في مواجهة العدالة (التي لا ريب منها أنها قريبة)... تواجهون مصيراً لا يحسدكم عليه حتى المجنون!
فمن هو الذي تحاولون إرضاؤه؟........... لاحظوا أنني لم آتي بذكر الله عز وجل؛؛ فلا أشك البتّـة أنه غير راضٍ عما تفعلون! بل وممقوتون جداً عنده وغضبه سينالكم لا محال..... فكم من نفسٍ قد قتلتم؟.... فكيف ستتوارون وإلى أين ستفرون؟ هل من مكانٍ يأمنكم من بطش ربكم جزاءً بما اقترفتم؟ أم ماذا به تظنون؟....دلوني عليه إن وجدتموه...
إن وجد أحدكم أن بقتله لعشرة عراقيين من إخوته أن الله لن يغفر له ذلك أبداً؛؛؛ فلا تجعلهم عشرين قتيلاً.... فبئس ما صنعتم ولكن قفوا عند هذا الحد علَّ الله يغفر لكم.... وعلّ عملكم ونيتكم وتصحيحكم مساركم في المستقبل لأجل العراق أن يكون شفيعاً لكم!!! فلا تقنطوا من رحمة الله.... وقفوا عند الحد الذي وصلتكم إليه... وعودوا بخطواتٍ متسارعة إلى التصحيح... وأود أن أذكر لكم حادثة أيّـام الراحل غاندي؛ أنه جاء إليه أحدٌ من جماعة السيخ أيام الحروب الأهلية قائلا لغاندي أنه أمسك بطفل "رضيع" لرجل مسلم لا يتجاوز عمره ستة أشهر من قدميه وأصبح يقوم بتلويحه يميناً وشمالاً وبضرب رأسه بالحائط حتى تهشم بالكامل ومات بعد أن كان يبكي من الألم "رغم أن ألم هذا الطفل نحنُ نجهله؛ والطفل ذاته لا يمكنه أن يعبر عن آلامه فهو رضيع!!" يقول هذا الرجل أنه فعل ذلك انتقاماً من المسلمين أنهم قتلوا طفله؛؛ وهو يعلمُ مدى وحشية صنيعه بهذا الرضيع....
إلا أن هذا الرجل عذبه ضميره وأراد أن يستدلّ على طريقة يكفّـر بها عن ذنبه؛ لهذا؛ ذهب إلى غاندي يسأله الطريقة!؛ فأجابه غاندي: أن يقوم بتبني طفلٍ يتيم لأبوين مسلمين مقتولين على يدِ جماعة السيخ؛ويقوم بتربيته وتعليمه وتنشئته بشرط أن يتلقى تعاليم الديانة الإسلامية كما لو أنه كان في كنف أبويه!.... فابتسم الرجل ورّحب بهذا الحل المثالي؛ وامتثل بما دلّـه غاندي كطريقة يكفّـر بها عن ذنبه الآثم. وغادر مجلس غاندي مسرعاً وهو بكامل سعادته وفرحته أن حياة طيبة فتحت له مصراع أبوابها من جديد؛ ليتبنى يتيماً مسلماً..... وكم كان عدد الأيتام الأطفال كبيراً في ذاك الوقت... فاستطاع ايجاده في منتهى السهولة...
وما أكثر عدد الأيتام الأطفال العراقيين في هذا الوقت!! الذين بما اقترفت أيديكم افرزتموهم في مجتمعكم وفي دولتكم.... فماذا تنتظرون؟!...... ها آنذا أقدم لكم طريقة تتطلَّـعون من خلالها لغسل العار الذي دنستم أنفسكم به؛ لتقفوا عند الحد الذي وصلتم إليه.... ولتكفّروا خطاياكم.... وأنتم تعلمون أن الله غفورُ رحيم.... فاسعوا إلى رحمته وعفوه وغفرانه... ولا تتوانوا برهة ولا جزءاً من الثانية.... فالوقت يمضي... لعلكم تسعفون أنفسكم وتنجون بها.
مع ملاحظة أن ذاك الرجل كان من جماعة السيخ؛ و الطفل الرضيع هو مسلم.... مع ذلك عذبه وآلمه ضميره... وكان سعيداً جداً بالحل الذي أشاره إليه غاندي....
فما بالكم أنتم؛؛؛ وأنتم مسلمون!!! ومن قتلتموهم مسلمين أيضاً...
فمن الأجدر بذاك الحل؟ الرجل من جماعة السيخ؟ أم أنتم؟
وفي ختام مقالي هذا؛؛؛ أذكّر بأن من استفاد من كل هذا:
- اقليمياً؛ ايران.
- عدوانيا؛ اسرائيل.
- دولياً وكمصالح؛ أمريكا.
أما العملاء "المنطقة الخضراء" (اقرأ التعليق أدناه)؛؛ ففي المستقبل؛ لن ترضى أي من الدول السابقة أن تستخدمهم حتى كنعلٍ لحذائهم؛ لأن ثمنهم مجتمعين لا يتجاوز قرشاً واحداً... وهذا حال العملاء؛؛ فما بالكم أنتم من تعملون لحسابهم؟
عودوا إلى حضن وطنكم؛ فعزتكم وشرفكم ومكانتكم ومجدكم لن يكون إلا بعزة وبشرف ومكانة ومجد هذا الحضن.... العراق.
.
(1) "المنطقة الخضراء": من أكثر ما أثار عجبي من بين كل أحداث العراق هو تلك التسمية ووسمها بالخضراء؛ ذاك اللون الذي يعطي معنى الحياة واستمرارها وحيويتها وعطاؤها وخيراتها.... هذا كلون وليس عندي أي اعتراضٍ عليه؛؛؛ أما تلك المنطقة على صغر حجمها مقارنة ببقية أراضي العراق فقد أعطت إليه لوناً آخر.... وهو الأحمر القاتم المزيّـن بالأشلاء المتناثرة والأطراف المقطّـعة والأجساد المثقبة وببقية الأجساد المتفحمة وببعض الأجساد المُكاةِ بالأسيد! في كل مكان.. وعلى تراب كل العراق... على مداد سبعمائة ألف عراقي قضوا ببرهة زمنية لم تتجاوز الثلاث سنوات. وهي منطقة صغيرة... وسَـمَـت نفسها بالخضراء الدالة على عطاء الحياة.... أسبغتِ اللون الأحمر القاتم على سائر العراق رغم كبره واتساعه فهلاّ.... قَـلْـبُ وأطراف وجنبات العراق الفسيح تطبقُ على تلك البقعة الآسنة الحقيرة في الحجم بما حوت من مأجورين لا يصلحون كنعل حذاء لأسيادهم في المستقبل.... ولمّـا كان حال العملاء لا يصلحون كنعل حذاء لأسيادهم؛ فهل يا تراكم سيصلحون للعراق ولبناء العراق ولإعادة العراق كما كان؟ أظنني أنني في غاية السخف وأنا أطرح هذا السؤال؛ لأن من دمر العراق هم... لأن من مزق العراق هم.... لأن اللون الأحمر القاتم بالدماء المهدورة للأبرياء هو وجههم الآخر وبصمتهم التي لن تُـمحى آثارها مهما تقادم الزمن... ليسوا العراقيين وحدهم من يحتاجون إلى العراق.... العراق الذي نعرف فالعرب كلهم بحاجة ماسة إلى العراق.... لكن الأمر...... يتوقف على "متى تحين لحظة الإطباق تلك؟؟!" فهل من مُـدبّـر؟! . |
© April_18_2007, Eng. Assem