الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عندما آذوه؛ وهو يدعو الناس إلى الإسلام؛ هاجرإلى المدينة؛ وهناك أخذوا بأسباب النصر حتى كان لهم شأناً عظيماً؛؛؛ عندها وفقط عادوا إلى مكة وانطلقوا منها إلى العالم
فعندما كانت مقدرة المسلمين على المجابهة مقارنة مع مقدرة قريش؛ أقل منها؛؛ فلم يكن هناك بـُداً من إلغاء الصدام والوجهة إلى مكان آخر حتى يتمكنوا ويأذن الله لهم.
وهذا اليوم؛؛؛ نحنُ لسنا على مقدرة للصدام ضد الغرب؛؛ كما أننا لسنا أهل للحوار بحيث نكون الطرف النِـدّ للطرف الآخر؛ وسيكون حوار الضعيف للقوي؛؛ علاوةً على أن الأخير هو مـُستبد
ولحل هذه المـُعضلة وأستغرب لـِما هي غامضة للجميع
* حيث أنه بعزل الغرب؛؛ وبفتح قناة جديدة مع الشرق... هي طريقة مـُجدية وحاجتنا ماسّـة إليها؛؛ كون أنها تضعف كثيراً من قوة الغرب التي بــُنيت بالأساس على استعمارنا وإضعافنا وجعل الأمة العربية سوقاً استهلاكياً لمنتجاتهم ولأفكارهم
* وبالاعتماد على منتجاتنا فسيكون هناك تطوير لأساليب انتاجها لـِما سيأتي لمُـصنعيها من دخلٍ إضافي وغزير لقاء شرائها؛؛ وبالتالي ازدياد جودتها ورخص ثمنها بوجود المنافسة والتطوير.- بالاعتماد على منتجاتنا فسيكون هناك توفير للنقد وللأموال بدلاً من أن تكون لصالح الغرب؛؛ السبب الذي يزدادون تطوراً؛ بينما نحن لا
* التبادل التجاري والصناعي... الخ.. بين العرب ذاتهم في المواد والموارد التي لا تقدر على إنتاجها أحد البلدان وتجدها في بلدٍ عربيٍ آخر؛؛ بحيث تتشكل أكبر تغطية ممكنة لاحتياجات العرب وبالتالي تحقيقها وعدم وضعهم في موقفٍ صعب لا يقدرون فيه على المسيرة والبنـاء. ولكم ستكون نتائج هذه المبادلة والتجارة بين العرب عظيمة وكبيرة في المزيد من التداول النقدي والتعامل التجاري فيما بينهم؛؛ وجعل ذلك التعامل محصور بين العرب؛ ولا يذهب بلا عودة إلى الغرب
* وما ليس نحنُ بقادرين على انتاجه وتصنيعه؛؛ فعن طريق الشرق (اليابان؛ الصين؛ كوريا؛ الهند؛ الخ...) يمكن تأمينه كبديل؛؛؛ والمزيد من عزلة الغرب والمزيد من إضعافهم؛؛ كون كل ما خططوا له وأسسوه من منشآت صناعية وما شابه هو في قمة الاستعداد لانتاج ما يستهلكه العرب
* الدعـوة إلى دين الله؛؛ يمكن أن تكون في اتجاه الشرق؛ وهذا الكلام للذين لم يعد بمقدورهم النوم إلا وأن يهدوا الناس للإسلام!!! كما أنهم لا يرون العالم إلا في أوروبا؛؛؛
أما الدعوة إلى دين الله للشرق قد باتت مسألة مهمة جداً؛؛ للأسباب التالية:
1- أنها كمثلها من سائر الدعوات إلى دين الله؛؛ ولمن يدافع عن عمله بأنه يقوم بواجبه في الدعوة؛ فليتفضل ويدعوا الشرق إلى الإسلام في وقت السلام بيننا وبينهم؛؛ وليس في وقت الإهانة من شعوبٍ لا تنظر إلينا إلا نظرة دونية
2- أنها دعوة إلى شعوب مسالمة؛ لم نرى لها أية إساءة أو اعتداء
3- أنها تفتح أفقاً واسعة للتعامل الحضاري بيننا وبينهم؛ وتشق طريقاً جديداً بأيدينا وبخيارنا؛؛ وليس كذلك الطريق الذي بناه الغرب المجرمين رغماً عن انوفنا من بعد تدمير كل المقومات الحياتية لنا إبان الاستعمار
4- عزل أوروبا تماماً وبالتدريج عنا.... والتحرر التام من تبعيتنا لهم
نتيجة هذا؛؛
- فإن الغرب؛؛ سيضعف حتماً؛؛ لأنه يعتمد على سوقنا بشكل كبير
- والعرب ستزداد قوتهم وتطورهم من بعد اعتمادهم على ذاتهم
يمكن بعدها؛؛؛ وحين تعزيز مكانتنا ومقدراتنا؛؛ أن نكون طرفاً قوياً بحيث نستخدم أسلوب الحوار مع الغرب.... كما فعل الرسول
وليس في وقت الضعف والهوان؛؛؛ أن نهرول إلى الحوار
*** يجب أن نبحث عن ما يجعلنا أقوياء.... ولن نجده في حوار ضعيف هزيل لقوي مـُهيمن مـُتجبرعندما يقوم احد الناس بإهانتك وأنت لا تملك المؤهلات بحيث تقدر على رده وإيقافـه حدّه؛؛؛ فإنك وبلا شك؛ تدير الطرف عنه لتتعامل مع شخص آخر تقوم انت باختياره ولا يفرضه عليك أحد؛؛ وعندما تحقق اسباب قوتك؛؛ فإنك وقتها سيكون بإمكانك فيما لو حاول أحدهم إهانتك أن ترد عليه رد الأقوياء؛؛ إما الحوار (وأنت تملك مؤهلاتك) بحيث تصغِّـره بعمله المشين وتشعره بخطائه وبتجاوزه حدوده؛؛ فإن لم يتوقف عن إهانتك؛ فبإمكانك أن تلطمه كفاً ساخناً على وجهه ليرتدع
ولكني أراهن وعندما تكون قوياً بأنه لن يجرؤ أحد بالأساس على الاقتراب منك؛؛ فكيف بإهانتك..!!؟؟؟
والشخص الآخر هو الشرق ما أقصد
أيـها السادة؛؛؛ مسألة أن البعض يُـحجم المسألة على أنها حكومة وصحافة والشعب الغربي لا دخل له؛؛ فإنني أسألهم بالله أن يخففوا من عطفهم وحنانهم على الشعوب الغربية؛؛ ليعطوها إلى من هم أحق منهم بها؛؛ ألا وهم نحن؛؛؛ تلك الشعوب العربية؛ التي أنهكها الغرب بالاحتلال وبالاغتصاب وبالتبعية المـُفرطة والإجبارية؛؛؛ لتدير الشعوب هذه الطرف عن الغرب؛ وتعتمد على ذاتها وتفتح أفقاً جديدة مع شعوب أكثرُ مسالمة وإنسانية من أولئك.
والسـلام.........
© 2006, Eng. Assem
Return To Political Gate