بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام السلام عليكم جميعاً
أحداث وجمل كثيرة مكررة تصطدم بها كل من تفكر في الطلاق ولا تمت لديننا بصلة.. أردت من خلال هذا الموضوع أن أضعها أمامكم، فأحياناً نقول ونفعل أشياء اعتدنا عليها دون أن نتفكر ونستشعر معناها الحقيقي.
في البداية أريد أن أرسخ بعض المفاهيم عن مسألة الطلاق، هذه المفاهيم تغيب على من لم يرى بعينيه ما يحدث وأسباب ما يحدث.. ورداً على قول البعض "ما الداعي للخوض في تفاصيل الطلاق وتقليب المواجع" ولكني أقول أن مثل هذه الموضوعات ربما تعود بالنفع بشكل غير مباشر من خلال التوعية بكيفية المحافظة على الزواج وعلى الأسرة صحيحة نفسياً.
سأتحدث كثيرا عن الطلاق وسيشعر البعض أن الوضع هكذا يجعل البيوت كلها على أساس وجهة نظري يجب أن تهدم، ولكن هذه ليست دعوة إلى الهدم بل دعوة إلى البناء، فلنعتبرها جولة استكشافية نتعلم منها كيف نقيم البيوت بما يرضي الله وكيف نؤسسها على ذلك.. كيف نحيا ونستمتع بحياتنا ولا نقبل أن نعيش وخلاص، وهو ما لا يرضاه لنا الله تعالى.
وفي مقارنة سريعة في أحد جوانب الحياة بيننا وبين السلف الصالح وجدت أن حياتهم كانت مشغولة في العلم والجهاد ضد الأعداء ولمِّ شمل الناس والعمل لاقامة دولة قوية، أما الآن فمشاكلنا انحصرت في المال والغرائز ولم تبقي هاتين المشكلتين لأحد القوة والوقت للتفكير في القضايا الأكبر. لذلك أقول أن الله لا يرضى لنا بالحياة في تنغيص مادي غريزي وقد وضع الإسلام حلا يسيراً لجميع هذه المشاكل وكفل للأسرة القواعد الآمنة التي تجعل منها أسرة متماسكة ليتفرغ المسلم إلى القضايا التي خلق من أجلها.
ففي أيام رسول الله صلى الله عليه وسلام كان الزواج سهلا والطلاق سهلا والزواج الثاني للأرملة والمطلقة سهلا وتعدد الزوجات للرجل سهلا ولهذا كانت المجتمعات عامرة. أما الآن فقد رأيت امرأة في الثمانين من عمرها عاشت لتربي أولادها، عاشت معظم سنوات عمرها مع رجل انفصلت عنه فعليا من عشرات السنوات وجمعهما بيت واحد فقط من أجل الأولاد. فهل كان ذلك الخيار الأمثل، وماذا لو كانت تزوجت برجل يسعدها ويسعد أولادها وتعيش معه حياة سوية تستطيع معها أن تكون فردا منتجا بكل طاقته في المجتمع.
كلامي هذا لا أريد الضغط به على أعصاب من تزوج ودخل في الدائرة السلبية التي سأتحدث عنها ولكن حتى يعي المقبلون على الزواج بهذه الكوارث وأين تودي بهم لكي يتفادوها.. كل ما أريده أن نتعلم كيف نعيش الحياة ونستمتع فيها بالحلال الذي شرعه لنا الله، بدلا من لجوء البعض للحرام ايمانا منه بأن المتعة في الدنيا لا تكون إلا في حرام.
أنا لست متخصصة ولا ادعي التخصص إنما أنا فرد من المجتمع لي مشاهداتي المحصورة في شريحة وسطية من المصريين وتناولي لتلك القضايا هي مجرد ابراز لأحداث فعلية تحدث بيننا قد تغيب عن المتخصصين لأنهم أحيانا ما ينشغلوا بالنظريات عن الواقع، وأرى أنه وجب علي اعطاء هذه المقدمة حتى لا اُتهم بالافتاء فيما لا أعلم، ولكنها أحداث تمر بي وبكم ومن الطبيعي أن نتأملها ونعطي انطباعاتنا عنها لعلنا نذكر بعضنا البعض أو نخرج بنتيجة أو نحث المتخصصين على الخروج لنا بنتيجة. وكلامي على أساس أن الأسرة المسلمة هي لبعضها سكن ومودة ورحمة وإن كانت معظم البيوت على غير هذا الأساس فليس ذلك مبررا أن نبني عليها قاعدة ونقول "ما الناس كلها كدة" ولكن طالما فسد الجميع فيجب أن نعود إلى الأصل، إلى ما أسميه "كتالوج البني آدمين" أقصد القرآن الكريم الذي أنزله لنا خالقنا رب العالمين ليعطي لنا الأسس الصحيحة التي إن عشنا بها صلح بها دنيانا وآخرتنا وإن حدنا عنها أتعبنا تلاطمنا مع أمواج الحياة، تلك الأمواج التي إما أن تغرقنا أو ترمينا بقوة نحو صخور شط النجاة فنتقطع إربا قبل أن نصل اليه.
تساءلت كثيرا عن سبب كثرة الطلاق، والأسباب كثيرة والحالات متباينة ولكن تصب في نفس البئر وهو تقوى الله، وليس تقوى الله لطرف دون الآخر بل إن الحياة لا تقام إلا بتقوى الطرفين، فحين ينتقي العروسان بعضهما على أساس الإيمان بالله وليس لأن العروسة جميلة أو العريس غني أو لديه شقة أو المصالح أو الحب الحرام أو أو...
حين يبحث الشباب عن زوجة من نفس المستوى الاجتماعي والثقافي مع شرط الدين، ستجد البيوت عامرة دون الوعي بذلك لأن الإيمان بالله يجعل الطرفان يبحثان عن رضا الله في إرضاء الطرف الآخر أما ما دون الدين يجعل الطرفان يبحثان عن المصلحة الشخصية له ولو كانت على حساب الآخر واعتبارها حقا له، وأي تضحية لا تجد لها معنى أو داعي .. فدخول الدين بينهما يضفي على حياتهما سعادة وعلى رزقهم بركة ربما لا تكون لديهم أسبابها. ولكنها فضل من الله على عباده الذين يتقون.
أقدم لكم الآن ست مواضيع لقرائتها والإطلاع عليها؛ وهناك مواضيع جديدة بهذا الخصوص أيضاً سأنشرها لكم تباعاً بإذن الله تعالى.
"الرجاء الضغط على عناوين المقالات"
وكما ذكرت لكم بأن المواضيع الجديدة ستنشر تباعاً إن شاء الله.
تحياتي
© 08_02_2007, Daliah Rashwan