السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الاقتراحات التي سوف أطرحها عليكم تضفي بإذن الله تعالى على حياة المجتمع الإسلامي جواً رائعاً من التكافل الذي ينشر الحب والود بين الناس؛؛ ويكسر حواجز الغل والحقد فيما بينهم، وهذه مجرد أفكار يمكن وضعها في الإطار الذي يناسب ظروف كل شخص مهماً كانت.
ملحوظة قبل البدء:
هذه ليست اقتراحات عاطفية تتجاوز المصلحة الشخصية.... فحين تضع في اعتبارك أن المال الذي تملكه ليس مالك فستوقن تماماً أنه مال الله يؤتيه من يشاء وهو أمانة استأمنك الله عليها لتعطي كل ذي حق حقه فيها.
فإن لم تفعل أخذها منك... وأعطاها لغيرك ممن يعطي حق الله فيها.
وإن فعلت.... فخزائنه سبحانه وتعالى لا تنفذ وسيزيدك من حيث لا تحتسب.
كذلكم العلم والصحة.... بل وأنت شخصيا !! أمانةٌ تحتاج أن تعطي حق الله فيها.

الاقتراح الأول_1_
معظم الفقراء ليس لديهم ما يكفيهم من البطانيات لتدفئتهم في هذا الشتاء القارس،،، فاستقطع جزء صغير من مالك واشتري به بطانيات وأعطها لهم. هناك أنواع من البطانيات بسعر لا يتجاوز الـ 10 دولارات، لذا هي في متناول الكثير منكم، وتذكر أخي أنه كلما جعل الله هذه البطانيات سبباً لتدفئة هذه الأسر التي تقدمها لهم كلما أخذت أنت الثواب في كل ليلة يجدون معها الدفء في هذا الشتاء.

الاقتراح الثاني_2_
حين تخرج من بيتك بسيارتك وتجد أحد الجيران ينتظر إحدى وسائط النقل دون أمل وأنت في منطقة بعيدة عن وسائل المواصلات، فلماذا لا تأخذ هذا الجار معك لأقرب مكان.... أو أحد الأخوات تجد أختاً لها تسير في منطقة معزولة حتى تصل إلى الطريق،،، فلتتوكل على الله فتوصلها إلى أقرب مكان.
ملحوظة: الحذر واجب ولكل شخص نظرة فيمن سيساعده، فالمسلم ليس ساذجا ولكنه يتحرى بما يستطيع ويغتنم أي فرصة ليرضي بها الله عز وجل ويتوكل عليه فيها، ولا أحتاج أن أقول بأن من يتوكل على الله فإنه سبحانه يقيه شر شياطين الإنس والجن.

الاقتراح الثالث_3_
هل فكرت يوما أن تشتري من محل لقريب لك بنية أن الأقربون أولى بالمعروف، أو أن تشتري من فقير حتى تغنيه عن السؤال وتشجعه على العمل ولو كان السعر الذي يبيع به أكثر قليلا، فتكون نيتك أن تتصدق عليه بهذه الزيادة. فلطالما أنه يلزمك حاجيات سواء من البقالة أو الخضار والفاكهة فلما لا تبتغي الأجر فيه عبر شرائك تلك الحاجيات من قريب لك؟

الاقتراح الرابع_4_
جَـمعُ مَنْ هم من حولك؛؛ وشرحُ ما يناسبهم ويسهل عليهم حياتهم من الدين
هناك عدة تطبيقات لهذا الموضوع

• جمع زملائك وشرح موضوع ما قد قرأته في كتاب من كتب السلف أو تفسير آية قرأتها في السابق؛؛ خاصة لو اخترت موضوعا شيقا تتحدث فيه،،،، وجعلت أصدقاءك ينتظرون موعدك بفارغ الصبر.
  
• جمع البسطاء في عملك وشرح الأشياء التي تعينهم على الصبر وثواب الفقراء ومعاملة ربهم لهم.
  
• جمع الزوجة لجيرانها أو صديقاتها ولو مرة واحدة في الأسبوع واختيار موضوع شيق في الدين يتحدثون فيه
  
• كثير من البيوت تجد أن الزوجة تستعين فيها بامرأة فقيرة لتساعدها في تنظيف المنزل فلما لا تطلب الزوجة أن تجمع لها هذه المرأة بعض الفقيرات لتتحدث معهم في موضوعات تعينهم فيها على دنياهم وآخرتهم وليكن مكان التجمع أقرب مسجد على سبيل المثال.

ملحوظة: هناك ضوابط لهذا الموضوع منها:

• أن يكون ذلك في وقت الفراغ وليس في وقت العمل.
  
• يجب على من سيقوم بهذه العملية أن يفهم جيدا الموضوع الذي سيتحدث فيه من مصدر موثوق ولا يتحدث بآراء شخصية إلا إذا كان طالب علم.
  
• يمكن مثلا تفريغ شرائط الدروس المفيدة وكتابة النقاط الرئيسية في ورقة وشرح ما فيها حسبما جاء في شريط الدرس.
  
• مهمٌ جداً اختيار المواضيع الشيقة، وغالبا هذه الدرجة تصل إليها حينما تتحدث عن أمر يتعامل فيه الناس بشكل يومي ويلمسونه في حياتهم اليومية.
  
• عدم الإثقال على أحد أو الضغط عليه بفكرة ما في مجال الالتزام،، والتذكر الدائم أنه ما على الرسول إلا البلاغ.

أمثلة من الواقع

1. قد رأيت بعيني هذه التجارب وقد حدثت بالفعل.... فمنها الزوجة التي قررت أن تجمع صديقاتها يوم في الأسبوع وكل واحدة منهن تختار كتابا أو مجموعة من الشرائط تشرحها حين يأتي الدور عليها .
   
2. وأخر وهو ابن رجل أعمال كبير وكان يعمل عند والده في مركز صيانة للسيارات وقرر وقت الراحة أن يجمع العاملين (وكانوا حوالي عشرين في هذا الفرع) أن يشرح لهم ما تيسر له من الدين..... وكان وقتها قد بدأ بالدار الآخرة من أحد أمهات الكتب التي كان قد ورثها عن جده.

الاقتراح الخامس_5_
شراء شرائط الدروس المفيدة.... خاصة تلك المتعلقة بالرقائق والأخلاق وتوزيعها على الأماكن التي لديها جهاز كاسيت بحيث يسمعه عدد كبير من الناس مثل الميكروباصات أو التاكسي أو المقاهي أو المحال التجارية والأكشاك الموجودة في الشوارع.
حتى أنه من الممكن توزيعه على البسطاء في الشارع.... نعم!! ولمَ لا؟..... فقد فوجئت ذات مرةٍ حين قال لي أحد الزملاء أنه أعطى شريطا لأحد المارة في الشارع وكان يبدو عليه مظاهر الفقر ففرح به فرحا شديدا حتى قال لي زميلي أنه شعر كأنما قد أعطاه شيئا ثمينا للغاية،،، فقد ظلَّ يشكره بشكل غريب.....

لذا وجدت أحيانا أننا غالباً ما نستهين بأشياء بسيطة لا تكلفنا شيئا،، ولكنها قد تكون عند الله عظيمة.

داليا رشوان
العامرون