ويعود لبنان لينزف مرة أخرى
يصرخ بترابه و هواءه
تدوي صرخاته و تعود أصداء الصرخات يائسة
ويجوب في ساحاته الحزن و الصمت المذهول
يعاني وحيداً.... لا أحد في الظلمة
و الضوء بعيدٌ ..... بعيدُ المنال
و الروحُ .. ...روحٌ ثكلى معذبة
وزرقة البحر تتجدد أحزانها و تتنهد بالأمواج المتلاطمة ..
لبنانُ يا لبنان..
نستفيق و الموت الرمادي قد سلب الأبصار
نور يطغى على صفحة السماء يضيء بعض الحنايا و يعود
و طفلة تستجير و تنادي .. ما ذنبي ؟؟؟ !
وسط لعبة مَرَضية..
وسط ساديَّة قاتمة علقميَّة تغتال حتى الأشجار
وسط الدمار ....
تظل بندقية الغدر مطلقة رصاصها بهمجية سوداء
و تموت أزهار ....
و تذبح غصون ....
و تستباح الأوردة و الشرايين ...
تتباطأ الحياة في عيوننا و نصمت ........... نصمت ..!
غضب ينهار ونار.... نار ما تزال حارقة...... ملتهبة... حمراء.... مستعرة
تتصدى القلوب المتبقية العارية لحديد المدفعية
أحلام أطفال تنازع فوق العتبات
وأرجوحة تموت تحت سقف مهدم
صارعت لتبقى ...
تريد البقاء ..
تريد الحياة ...
طائرات تهدر وحقدٌ لا يهدأ ..
أطفال نائمون .. ليل مخيف يشهدونه
فتترنم في الصباح زغاريد بيروتيَّة باكية .. يحيا الشهيد ...
ونحفر المقابر و نطمر ذكريات
نسقي الرياحين بدموعنا و نقول شهيدٌ شهيد ....
وسادة تعطرت بأسرار الموت و بعطر جديد ..
و فراغٌ ... فراغُ حرب قاتل...
لبنان يا قصة عشق كُتِبَتْ بالرصاص و الهمسات المفاجئة و القنابل .....
طُرِّزتْ بأحلى الأسماء ..
علي ..عبد الله ...
محمد و هادي ..
سنابل قمح وُلِدَتْ في أرض لا تعرف إلا العطاء
أعطت حباً وناراً ......
أعطت دفئاً .. نوراً..
ونثرت فوق المساحات أريج بلسم من عبير الأبطال ..
وكللت الهامات بتيجان من دماء الشهداء ..
وارتفعت من بين يديك راية لا يرفعها إلا العظماء...
كلمات لا تجد حاجزاً في دربها ..
تندفع .... تنطلق..... من قلب الصخر الأصم ...
فينبت ربيعٌ و صبية ...
وتزهر الضحكات و أماكن اللقاء ...
وتعلو الأغاني ...
وأشلاء تُمَسِّد الطريق ...
و دماء هي الرصيف لنهاية العذاب والموت ..
أيها الظلام المستبد يا شبح مهزوم ببراعة ....
أيها الظلام المستبد خَيِّم ..
فأنا طفل لن أهابك بعد الآن ....
لن تبكني ساعات مجيئك بعد اليوم ..
و يشرق صبحٌ................................
يطلع العصافير ملونة تشييعاً للألم و الدمى ..
و نبصر من بعيد بصيص فجر صبح...لنهار جديد ....
رغيف خبز وزيتون...
حبٌ وعشق وليد ..
و يبقى لبنان .........
و يبقى ...... شعاع أخضر ينبض بأمل
© 2006, Rayaan..
Return To Literary Gate